حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 من يقود الربيع العربي : الليبرالية؛ أم الإسلام السياسي؟؟!! / محمد الامين ولد أحظانا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هرمنا
Admin
Admin
هرمنا


الأهبة الثورية : مستعد فطريا
الجنس : ذكر
الابراج : الدلو
الأبراج الصينية : الفأر
عدد المساهمات : 368
معدل التفوق : 744
السٌّمعَة : 20
تاريخ الميلاد : 04/02/1960

تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 64
الموقع : كل ساحة الحرية
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : ثائر منذ فجر الاستبداد
المزاج : ثائر

تعاليق : نحن شعب قدره أن يواصل كفاحه على مر العصور .. لانعرف الراحة.. نحن قوم لانستسلم ابدا ، ننتصر أم نموت ..؟!

من يقود الربيع العربي : الليبرالية؛ أم الإسلام السياسي؟؟!! / محمد الامين ولد أحظانا Empty
11122011
مُساهمةمن يقود الربيع العربي : الليبرالية؛ أم الإسلام السياسي؟؟!! / محمد الامين ولد أحظانا

من يقود الربيع العربي : الليبرالية؛ أم الإسلام السياسي؟؟!! / محمد الامين ولد أحظانا






الأربعاء, 07 ديسمبر 2011 18:19
من يقود الربيع العربي : الليبرالية؛ أم الإسلام السياسي؟؟!! / محمد الامين ولد أحظانا Media-images-arton147-168x130من
المفارقات العجيبة أنني حين كتبت في يوم من أيام الربيع الماضي:(ربيع
2010م) عن الحركة الإسلامية في موريتانيا ، ومن ورائها وإن ضمنا الإسلام
السياسي، قلت إن الإسلام السياسي مرشح لقيادة أي خطاب تغييري جاد في
العالم العربي الإسلامي ،




رغم الضبابية الكثيفة التي تحيط به، والارتباك الواضح في التموقع الذي
يلتبس معه.. كما تبين لي حينها - وأشرت إلى ذلك عرضا- أن الإشكالية
المطروحة لهذا التيار تتجلي في التداخل الكبير مابين تشخيص الظروف
الموضوعية الحبلى بكل الاحتمالات، والظروف الذاتية اللصيقة بمختلف مظاهر
وتجليات بلورة الحركة الإسلامية لخطاب تنويري يدفع عنها لوثة " التزمت"..
تلك اللوثة التي يحاول خصومها من فلول القوميين، وشذرات الليبراليين،
وصبابة الماركسيين، وغيرهم ممن عايشوا وسمعوا عن الخطاب الإسلامي في
الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي أن يلصقوها شعارا وعنوانا للحركة
الإسلامية.. كما أشرت إلى أن اعتراف الإسلاميين في موريتانيا، وفي بلدان
إسلامية وعربية أخرى بالتناوب السلمي على السلطة، والاعتراف بالديمقراطية
يعتبر تحولا استراتيجيا، قد يفضى إلى تغيير شامل في المفاهيم والرؤى، ويخلق
ديناميكية جديدة قد تهيئ المناخ العام لاحتمالات غير متوقعة..
لكن من المفارقات أيضا أنه – والحق يقال- لم يدر بخلدي، ولم أتوقع أن تجرى
الأمور بهذه السرعة وبهذا العنفوان، الذي تجسد في الربيع العربي المزهر
والفاتن بألوانه الزاهية، وأن تنجح الثورة في تونس ومصر، وتشتعل جذوتها في
ليبيا واليمن وسوريا والبحرين، وغيرها من الدول العربية التي مازالت الثورة
كامنة في الزناد في انتظار أول قادح؛ ثورة طال ما حلمت بها الجماهير،
وروجت لها النخب السياسية بمختلف ألوانها، دون أن تعرف من أين ستنطلق، وما
الوجهة التي تعصف منها إرادة التغيير ، التي كانت الظروف الموضوعية تشير
إلي حتميتها..
والآن وبعد أن وضعت عاصفة التغيير الثوري المضمخة بعبير الدماء وأريج
التضحيات كلكلها على صدر النخب الحاكمة، تلك النخب التي تعفنت بسبب الإفلاس
الأخلاقي والسياسي، وسقوط الشعارات التي بنت عليها حكمها التيوقراطي
الدكتاتوري المتخلف، فإن إعادة النظر والتدبر في هذه الظاهرة الربيعية
المزهرة أصبح أمرا مطلوبا، خاصة أن ظاهرة الثورة العربية الجديدة امتازت
بغياب زعامات تقودها، وأحزاب توجهها، بمعنى أنها اكتسبت صبغة ثورية شعبية
بكل المقاييس.. شأن الظواهر التاريخية الجديدة ، التي تحمل معها أمورا لم
توضع في الحسبان ، وربما لم تدخل دائرة التوقع ، وحتى الخيال..
التساؤلات المطروحة أمام هذه الظاهرة هي: من يقود ثورة الربيع العربي؟ وهل
هناك قوى سياسية أسهمت أكثر من غيرها في هذه الثورة؟ وهل صحيح أنها ثورة
عفوية بدون قيادة؟، ومن أي زاوية تترصدها دوائر القرار الغربي التي أصبحت
تلبس لبوس القانون الدولي، وتمتطى حصان الأمم المتحدة لتنفيذ سياساتها
النزاعة إلى الهيمنة، المسكونة بلعبة المصالح؟..
قبل أن نبدأ في الإجابة على الأسئلة يلزمنا أن نبرز ملاحظتين أساسيتين:
الملاحظة الأولى: أن الربيع العربي لم يولد من فراغ، وإنما كان وليد عقود
من التراكم الكمي للعناصر الموضوعية المحفزة للثورة، فقد تحولت النخب
الحاكمة بعد تلاشي نشوة الاستقلال السياسي، وفورة المد القومي إلى أنظمة
حكم جامدة، عاجزة عن مواكبة متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية،
بالإضافة إلى الهزائم المذلة التي تعرضت لها أمام مغتصبي فلسطين الصهائنة،
مما نزع ورقة التوت عن سوءات هذه الأنظمة، فاضطرت إلى إقامة أنظمة
دكتاتورية أمنية مطلقة لحد التوريث للأبناء في الأنظمة الجمهورية؛ بين
ظفرين.. بعد عقود وجد المواطن العربي نفسه مقهورا ذليلا، مفتقرا لأبسط
مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، والثمن هو أنظمة متعفنة فاسدة تنهب
خيراته، وتخلف مهين عن ركب الأمم...
الملاحظة الثانية: الإفلاس المروع للخطاب "التقدمي" ، سواء كان هذا الخطاب
خطابا ماركسيا بالمعنى الأرثدوكسي، أو كان من توابع هذا الخطاب على شكل
اشتراكيات الوحدة، أو وحدة الاشتراكيات،خلف فراغا مدويا في ساحة الوعي
العام، وهو فراغ سهل على قوى شبابية "ناشطة" غير مصنفة، وهو مفهوم جديد على
التيمة السياسية، أوكانت مبعدة إكراها وتعنتا عن ساحة الدوائر القريبة
من الفعل السياسي الرسمي كالإسلاميين بمختلف مشاربهم ...
من يقود الربيع العربي إذن؟
قد يكون السؤال في ظاهره غير مهم باعتبار أن المهم هو أن العالم العربي
يعيش ثورة عارمة على الواقع، وأن الإصرار من طرف الجماهير على المضي قدما
حتى إسقاط الأنظمة القائمة، مهما كانت التضحيات أمر لا راد له، وما المثال
اليمني والسوري منا ببعيد..
ومع ذلك فإنه سؤال مهم لعدة اعتبارات:
أولها: أن الثورات التي اندلعت دون سابق إنذار مرئي على الأقل، لم يقدها
خطاب أيديولوجي ، ولم تتقمص توجها سياسيا أوطائفيا أومذهبيا معروفا، وإنما
حركتها شعارات بسيطة ومفاهيم محددة لاتتجاوز في أغلبها جملة بسيطة واحدة:"
الشعب يريد"!، وقد أربكت بساطة هذا الشعار " المثقفين العضويين" الذين
ركبوا خطاباتهم من آلاف الجمل، ولونوها بألوان الطيف العشرين ليدافعوا بها
عن سلط يعرفون أنها لا تمتلك أي مشروعية، لكن ترسخ في وعيهم أنها ثابتة
ثبات الجبال، وأنها شر مطلق لا محيد عنه؛ فامتثلوا المقولة" إن لم تستطع
قطع اليد الغاشمة فقبلها"..
ثانيها: سلمية التحرك في الغالب الأعم، أو على الأقل في المنطلق، وكان
وقع هذه السلمية عظيم على الأنظمة التي أنفقت على جيوشها اترليونات
الدولارات، لتكتمل جاهزيتها لمجابهة ملايين الجياع من أبناء شعوبها الذين
طحنهم الفقر والتجهيل والتشريد.. هذه الجيوش الجرارة المدججة بالسلاح وجدت
نفسها فجأة أمام سيل من الشباب ، يطالبون بالحرية، والخبز والحياة
الكريمة.. والطامة الكبرى أنه يتلقون فوهة البندقية المذخرة،والمدافع
الثقيلة، بصدور عارية، وأفئدة ثابتة، وأجنة مصفحة من الخوف.. ولك أن تتصور
الوضعية النفسية للجندي، وهو يجابه إخوته وأبناء جلدته بسلاح فتاك ، مقابل
شعار يستطيع أي جندي مهما بلغ من الانغلاق والطاعة العمياء لقادته أن
يستوعبه، ويتفهم مشروعيته، أحرى الضباط الكبار...
ثالثها:شيوع وسائط جديدة للاتصال كا لفيسبوك وتويتر وغيرها من وسائل
الاتصال الألكتروني، التي جشعها الحاكمون ظنا من منظريهم أنها مخدر جديد
للشباب سيشغله عن جرائم الأنظمة، ويدفعه إلى إدمان هذه الوسائط حتى لا يجد
متسعا من الوقت، فإذا السحر ينقلب على الساحر، ويقبل هؤلاء الشباب
"المدمنون" على الفضاء السياسي، وكأنه فضاؤهم الذي تعودوه خلف الشاشات
الثلاثية الأبعاد، لقد تحولوا بهذه الوسيلة إلى مدمني طلب الحرية، فعشقوها
لحد الهوس، ولم يعد هناك رادع يردعهم عن هذا المطلب، ولو كان الموت.. وآخر
ما يفكر به الطغاة هو عالم ما بعد الموت، وأكثر ما يخافونه عدم الاكتراث
به..
رابعها: أن القوى السياسية المعارضة بمختلف مشاربها الفكرية والأيديولوجية
والتي شتتها القمع، ومزقتها قوة الأنظمة الغاشمة شر ممزق، تخلت طواعية
أمام هذه الظاهرة الثورية الشبابية المدوية، عن كافة خصوصياتها وخطابها
السياسي، وألوانها الفسيفساء، لتنخرط في هذه الثورة التي لم تخطط لها ، ولم
تكن تحلم- مجرد الحلم- بتحققها على صعيد الواقع..لكن في نفس الوقت كانت
تحضر وسط هذه الفوضى الخلاقة لجني ثمار ثورة الديمقراطية الفريدة من نوعها
في التاريخ الإنساني على طوله وعرضه..
ومن هذا الاعتبار الأخير يمكن أن نتلمس الجواب على سؤالنا من قاد الربيع
العربي؛ قد يقول متحرف لمنازلة في الموضوع، إننا أغفلنا الاعتبارات
الخارجية؛ خاصة دور الدوائر الاستخباراتية الغربية في موضوع الثورات
العربية، وإذ لا نستبعد أدوارا مفترضة لهذه الدوائر، فإننا متأكدون من أنها
لم تحرك هذا الربيع، ولا الشتاء الذي مهد له.. وارتباك دوائر القرار في
واشنطن، وباريس ولندن، في الموقف من الثورات في تونس ومصر، خير دليل على
هذه الفرضية..
الربيع العربي إذن قادته ظروف الحرمان والتخلف والهزائم المخزية،
والانغماس في الفساد من طرف النخب التي تحولت في النهاية إلى عائلات حاكمة
تنهب خيرات شعوبها، وتطحن الطبقات الحيوية خاصة الطبقة الوسطى التي قادت
ثورة الربيع العربي بمختلف فئاتها ومشاربها، بما فيها الضباط في الجيوش
المهنية، التي سرعت مهنيتها من سرعة نجاح الثورتين التونسية
والمصرية،وأبطأت فئويتها، وطائفيتها وولاءاتها الأيديولوجية والقبلية
الثورات في كل من ليبيا واليمن وسوريا، وستغيم تلك الولاءات مسارها في
بلدان عربية قادمة على ثورات لا راد لها، وإن بأشكال وصور قد لا نتوقعها،
ولن ينفع أؤلئك وهؤلاء لازمتهم التي يرددونها حتى آخر رمق " مصر ليست
كتونس، وليبيا ليست كتونس ومصر، واليمن ليست مثل هؤلاء، وسوريا تختلف..
والبقية تأتي..
قلنا إن الطبقة الوسطى في المجتمع العربي هي التي قادت ما أصبح يعرف
اعتباطا بثورة الربيع العربي، شأنها في ذلك شأن الطبقة الوسطى التي قادت
الثورة الفرنسية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر:(1789م)، وشأن الطبقة
الوسطى التي قادت الثورة الصناعية في ابريطانيا وبلجيكا وألمانيا، في نفس
الفترة تقريبا، وأن لا فضل لأي قوة سياسية بعينها في تحقيق هذه الثورة،
فقواعد الحزب الدستوري التونسي، والحزب الوطني المصري، والحزب الحاكم
باليمن، وقادة اللجان الثورية بليبيا، ومناضلوا حزب البعث بسوريا، من
مثقفين وسياسيين منحدرين من هذه الطبقة، أو من أبنائهم الطلاب، جزء هام من
وقود هذه الثورات، ومن يتصفح وجوه المتظاهرين ويتابع بدقة مسارات الثورة،
يدرك عمق ودلالة هذه الظاهرة،وسيكون الأمر على هذه الحال بالنسبة لباقي
الأنظمة التي لم تدرك بعد أن مسار التاريخ في اتجاه أنظمة ديمقراطية
جمهورية لا يحكمها العسكر، أو ملكيات دستورية متحضرة.
ولكن علينا في مستوى ثان أن نتساءل من هي القوى السياسية المرشحة أكثر من
غيرها لقيادة "الحلقة التجريبية" من العملية الديمقراطية الحتمية في العالم
العربي؟
من الواضح قبل كل شيء أن نستوعب أن القوى السياسية التي تشحذ شهيتها لقطاف
أزهار الربيع العربي لن تجني غير الأشواك، فهي مقبلة على حكم شعوب لم تعرف
غير الغبن والاستبداد طيلة قرون وقرون، وعلى حكم دول فشلت في التنمية
والتعليم والزراعة أحرى التصنيع ومواكبة الحركة العلمية المدهشة التي
عرفتها شعوب لها نفس الظروف الموضوعية، والسياسية والسيكولوجية.. لذلك فإن
الأحزاب والتحالفات السياسية التي تتسابق اليوم لاكتساح الساحة السياسية
وامتلاك ناصية البرلمانات وإن كنا نعترف بأنها تفعل ذلك بدوافع وطنية في
الغالب الأعم، فإنها إنما تضع في عنقها أنشطة المشنقة السياسية، لأن
إخفاقات هائلة تنتظرها، وهزائم منكرة لها بالمرصاد بعد انقشاع الغبار،
والغوص في التفاصيل الموجعة للحياة اليومية..
بكل تأكيد التيار المرشح لخوض هذه التجربة المزة(بالزاي) هو التيار
الإسلامي المعتدل دون منازع، وقد أصبح من الواضح الآن أن هذا التيار يكتسح
البرلمانات في البلدان التي جرت فيها انتخابات كتونس ومصر والمغرب،
وسيفعلها في بقية البلدان؛ هذا أمر مسلم به من طرف أي شخص يستطيع أن يميز
وهو أمام الأكمة ما وراءها. ولكن ما هي الأسباب المؤسسة لهذه الحتمية
التاريخية؟
بعض هذه الأسباب موضوعي وبعضها الآخر ذاتي سنجملها في المعطيات التالية
أولها: أن هذا التيار تعرض للظلم والتهميش منذ الدعوات الأولى لاستعادة
الخلافة الإسلامية، على يد السلفيين الأول من أمثال الأفغاني ومحمد عبده
ومن شايعهم في هذه الدعوة، تزامنا مع صعود نجم الدعوة القومية التي بهرت
بأريجها وقربها من مكمن المشاعر فئات عريضة من الشباب العربي فتلقفوها،
ورفعوا يافطتها أمام الانتداب الغربي والاستعمار الكولنيالي..
ثانيها: الفشل الذريع لما اصطلح على تسميته بالأنظمة التقدمية، حيث أن هذه
الأنظمة تحولت مع التكرار الجبري لشعارات تمجد الفرد الحاكم، والاجترار
المقزز والمخل لأنظمة سياسية واقتصادية نبتت في بيئات أخرى مختلفة كامل
الاختلاف؛ تحولت إلى هياكل عظمية لأشباح ظلال.
ثالثها: الذاكرة الجمعية العربية المقهورة- والذاكرة المقهورة لاتنسى-
احتفظت للتيار الإسلامي بأنه تصدر النضال، وإن بأشكال مختلفة، وقد لا تكون
نموذجية دائما، ضد هذه الأنظمة العاتية والهمجية، وبأنه ذاق الأمرين
بثالثهما في استهداف هذه الأنظمة له، ولو كان في كثير من الأحيان يتجنب
الصدام معها، فإنها ظلت تستهدفه تشريدا وتنكيلا وقتلا.. تلمسا لرضى الدوائر
الغربية التي راهنت هذه الأنظمة على أنها ستحميها من بطش شعوبها إن غضبت،
وما أرهب الشعوب إن غضبت وانقشع عنها غبار الخوف، وما أسرع تخلى الدوائر
الغربية عن حليف انتهت مدة صلاحيته.
رابعها: عامل ذاتي في منتهى الأهمية هو أن الإسلاميين تبنوا النظام
الديمقراطي، وتخلوا عن خطاب نصي متزمت، روجت له قيادات إسلامية محافظة، من
ورائها دوائر حاكمة ؛ ظل قيدا يرفسون في أغلاله طيلة عقود.. لقد كان هذا
الانقلاب في الخطاب والتصور عاملا حاسما، ومكسبا ثمينا لهذا التيار الذي
وفر على نفسه ملء فراغ كبير.. كبير، هو المرجعية الدينية؛ التي لم تسعفه
إلا بعد أن فهم جوهرها المتمثل في فهم المقاصد الشرعية بطريقة صحيحة. وتبنى
خطابا يواكب مقتضيات العصر، وخلع رداء التمسك بالأشكال دون المضامين..
ولابد في هذا الصدد من التنويه بفضل مفكرين كبار، درسوا بعناية الفكر
الاجتماعي، والحضارة الإنسانية، وفهموا مقاصد الشرع من أمثال المفكر المصري
الكبير يوسف القرضاوي، والسياسي والمفكر السوداني أيمن الترابي، وأولهم
وآخرهم العالم والمفكر التونسي الفذ راشد الغنوشي، بالإضافة لآخرين لعبوا
دورا حاسما في المصالحة بين الأحكام الشرعية والأحكام السلطانية، وما يعرف
بالمقاصد...
نستطيع أن نستنتج من هذه العجالة أربعة امور هي كالتالي :

- أن الربيع العربي ليس ظاهرة جزئية، بل هو ظاهرة إنسانية، ولن تنجو منه
حتى تلك الأنظمة الغربية التي تتخبط اليوم في أزماتها الناتجة عن اختلالات
كبرى في توزيع الثروة، والسيطرة العاتية لثلة من ملاك الثروة المسخرين
للبشر.. أحرى الأنظمة العربية المتبقية، وأنظمة العالم الثالث، التي سيسرى
فيها مسرى الأوهام في أذهان الحكام..
- أن الأحزاب التي ستحكم الشعوب الثائرة في الحلقة الأولى من مسلسل
الديمقراطيات الوليدة في العالم العربي والإسلامي، ستواجه هزائم انتخابية
مروعة في الحلقات الثانية والثالثة من مسلسل التغيير الذي سيكون موجعا،
ولكنه مع ذلك سيكون مفعما بالتطور والتقدم الإنساني.
- أن الخيار الديمقراطي لا مرد له، وكافة الأحزاب التي تفكر في مسايرته
وإبطاله، ستكنس مع فضلات التاريخ، والقوى المضادة للثورة التي تفكر نفس
التفكير لن تجد في الشعوب الغاضبة لعقود طويلة من يستمع إليها..
- أن الإسلام السياسي المستنير والمتجدد والمنفتح على كافة التطورات
العلمية والفكرية والإنسانية سيكون مؤهلا أكثر من أي توجه آخر لقيادة
البلدان العربية والإسلامية لعقود قادمة؛ هذا إذا لم ينحرف في اتجاه
تيوقراطي، أو قاده رجال يطمحون إلى الجمع بين السلطة والثروة، فأؤلئك قوم
منبوذون لعقود وعقود قادمة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

من يقود الربيع العربي : الليبرالية؛ أم الإسلام السياسي؟؟!! / محمد الامين ولد أحظانا :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

من يقود الربيع العربي : الليبرالية؛ أم الإسلام السياسي؟؟!! / محمد الامين ولد أحظانا

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: