...هذه المرة.. في الصف الأول
عدد من ورائي.. لا أعلمه
قُطعت الطريق بسبب إشعالها عند نقطة البدء، أم بأجساد ثوار دمشق الأشاوس.. لا أعلم
لكنها قطعت…قطعت و أصبح الكلام لنا الآن
في دقيقتين، متقدماً المسيرة، قادماً من أعلى الطريق النازلة، أحسست أن الشارع لي الآن، لا بل دمشق كلها لي الآن
ليسمعونني أنا
جميع المارة قد صمتوا ليسمعونني أنا
الأصوات سكنت، و الطريق المزدحمة تعطلت، و الأضواء قد خفت، إلا من صوتي أنا، و حركة يدي أنا، و طرقات قدمي أنا
هذه المرة الأرض لنا… لنعلن على الملأ بأعلى أصواتنا ما نخاف تحديث أنفسنا به
لنسقط من نتقي خدش صورته
صمتاً أيها المارة فصوتنا الآن يصدح بلا مخافة
ما يحدث في حمص و حماة و إدلب ليس عنا ببعيد
يا أهل دمشق جئتكم ورفاقي لنوقذكم من نومكم وجهلكم.. لا بل من غيبوبتكم
جئنا لنستوقف حياتكم لحظة، لنستوقف سير عجلات مراكبكم لحظة، لنستوقف أكلكم وشربكم و حتى أنفاسكم.. أن استيقظوا..
استيقظوا لأن أطفالاً نائمون في كرم الزيتون طعنت أعناقهم
استيقظوا لأن جثث إخوانكم تكدست في إدلب
استيقظوا لأن نساء…….. اعذروني لا أستطيع حتى كتابتها
استيقظوا لأنكم غير معذورين، وغير مأمونين
هل عرفتم الآن ما يشعر به ثائر وسط دمشق في هذه الدقائق القليلة؟
هل عرفتم لماذا خاطر بأمانه وحياته وخرق جميع حدوده؟
لأنه يشعر أنه يحيا ويحيي أهله
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً